2009-09-06

لما لا تقطع الحبل


يحكى أن رجلا من هواة تسلق الجبال قرر تحقيق حلمـه في تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها و بعد سنين طويلة من التحضير وطمعًـا في أكبر قدر من الشهرة والتميز قرر القيام بهذه المغامرة وحده .

وبدأت الرحلة كما خطط لها و كان معه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه , و مرت الساعات سريعة و دون أن يشعر , فـاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريبًا إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع , و لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك و البرد القارس .


و بعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة, إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات !

وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل .


وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل , فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء , لا شئ تحت قدميه سوي فضاء لا حدود له و كانت يديه مملوءة َبالدم , ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار .

وسط هذا الليل وقسوته , التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح ,

يمسك بالحبل باحثــًا عن أي أملٍ في النجاة .

وفي يأس لا أمل فيه , صرخ الرجل :

إلهـــــي , إلهـــي , تعال أعـني ِ!

فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبـه : '- ماذا تـريـــدنى أن أفعل ؟؟ '

فأجاب الرجل : أنقذني يا رب !!

فأجابه الصوت : '- أتــؤمن حقــًا أني قادرٌ علي إنقاذك ؟؟ '

فرد الرجل : بكل تأكيد , أؤمن يا إلهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني !!!

فاجاب الصوت :- أذن , اقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به !'


وبعد لحظة من التردد لم تطل , للأسف لم يستجب الرجل للصوت و تعلق بحبله أكثر فأكثر ! وفي اليوم التالي , عثر فريق الإنقاذ علي جثة رجل ممسك بيده الحبل و متجمدا على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض !!!!

( انتهت )

قرأت هذه القصة في احد المنتديات و كان لها تأثير جميل على حياتي و أخذت منها عبر كثيره أحببت أن أشارككم بها :

أولا :مات هذا الرجل متجمدا فوق متر واحد فقط من سطح الأرض لتجاهله صوت الله .. صوت الروح ..صوت القدر ... ! فحتى متى سنتجاهل ونصم آذاننا عن سماع صوت الله ..و حتى متى سنظل نلبي صوت هوى النفس ! لما نثق بأنفسنا و ننسى أن نثق بالله !

ثانيا : كثيرا ما نتعلق بأشخاص أو بأمور عدة بحياتنا و نظن أن اختفاءهم من حياتنا ..هو آذان لنهايتنا نحن ! برغم من أننا لو عزمنا بالفعل على أن نقطع الحبل معهم ...لو جدنا أننا سقطنا على ....ارض الواقع ... و على أقدامنا سالمين ! فلما لا تقطع الحبل اليوم !
ثالثا : إن كنت وسط آلامك ومشاكلك , تتكل على حكمتك وذكاءك فأعلم أنه ينقصك الكثير لتتــعلم معنى الايمان !
رابعا : وعلى نياتكم ترزقون ..ونية هذه الرجل كانت الشهرة فقط و قد نالها حينما مات متجمدا على ارتفاع مترا واحدا من سطح الارض دون أن يدري بهذا ! فلما لا نصلح النية ..ليصلح العمل ويبارك الله لنا فيه



4 التعليقات:

ابراهيم الشرقي يقول...

بالفعل قصة جميله واول مره اقرأها

وعلى نياتكم ترزقون

الغاردينيا يقول...

يسعدني انها أعجبتك

و شرفني تواجدك اخي ^_^

عز الدين يقول...

فعلا هذه قصة مليئة بالعبر .
ومغزى هذه القصة و معناها الاخلاص لله و التسليم له في كل شيء السمع و الطاعة و كذلك عدم الاتكال على النفس دون استحضار معونه الله.

رغم الطابع الخرافي للقصة الا ان ذلك لا يؤثر في المقصود منها.

تقبلي مني مشاركتي الاولى في هذه المدونه الواعدة.
عز الدين

الغاردينيا يقول...

اهلا بك اخي عز الدين

وصدقت في كل ماقلت

لك اعذب تحية

إرسال تعليق